من منا لا يعرف سعاد حسني ومن منا لم يشاهد فيلما من أفلامها ، فأحس انه أمام انسانة يعرفها منذ زمان بعيد ، لانها بكل بساطة كانت تمثل بعفوية وبساطة .
وكأن سعاد حسني خرجت من عالم الحكايات لتبدع لنا اجمل الحكايات فرحلت فجأة ، بعد ان أسعدت معجبيها ، وبدون إستئذان تغادر عالمنا البئيس !!!
إنها السندريلا او أخت القمر كما كان يطلق عليها ، وهل يخفى القمر ؟!!
ان مميزات هذه الفنانة المبدعة تجعلك تقف مندهشا ، للإبداع الذي تجسده على الشاشة ، وتلاحظ ان الكاميرا تعشقها وتتفاعل معها وهذا قليل ما يحدث مع اي فنان او فنانة !! فسعاد تملك كاريزمة عجيبة وقبولا غريبا ، ولا ننسى أنها فنانة ذات موهبه عالمية حتى ولو لم تشارك في اي فيلم عالمي ، إلا ان ادائها وتقمصها تفوقت فيه على الكثيرات من ابناء جيلها والجيل الحالي .
اكثر ما يميز سعاد حسني هو التعبير بعيناها ، فهي تملك القدرة التي وهبها لها لله سبحانه وتعالى في ايصال مشاعرها عبر العينين ، وهذا قمة الابداع ان تخاطب الاخرين بالعين ، والقلة فقط من يحسن ذلك ، لكن السندريلة نجحت في ذلك وبالامتياز.
أما الفيلم الاستعراضي خلي بالك من زوزو ، فقد جعلها هذا الفيلم اكثر جماهيرية وحققت فيه نجاحا غير مسبوق ، بل الفيلم كان اسطورة انذاك .
وظلت تلقب بزوزو من ذلك الوقت .
وخلدت اغنيتها الاستعراضية ياود يا ثقل ، علما ان كاتب الكلمات والسيناريو هو صلاح جاهين الذي كان المعلم والاخ وكان له مكانة عظيمة في حياة السندريلا ، وقد تسبب وفاته في حزن كبير في حياتها وكان ذلك من اسباب عزلتها .
وفي التسعينيات بدأت اعمال السندريلا تتقلص الى إختفت وفي سنة 2001 سقطت من شرفتها في لندن ، وكان مصيرها لغزا !!!
لكن تركت اعمالا خلدت إسمها ، وجعلت الكثيرات يحاولن تقليدها لكنهن فشلن ، لأن أسلوب السندريلا لا يتكرر ، أسلوب خاص تمتاز بها هي وحده .
فغاب القمر وغابت الابتسامة عن الكاميرا ....فسعاد كانت مدرسة للإبداع والتميز . رحمها الله .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق