الأربعاء، 23 أبريل 2014

الفيلسوف المقاتل بروس لي

بروس لي هذه الشخصية التي شغلت الناس في فترة ما ومايزال كذلك ، التي الهبت حماس العديد من الشباب في جميع انحاء العالم وحمستهم لتعلم فنون القتال ، بل ان بروس لي كان مرادفا لبلد الصين ، فعندما تذكر الصين ، تتذكر بروس والعكس !!

هذا الانسان الذي ولد مريضا ضعيفا عليلا ,  بل ان امه اطلقت عليه اسم فتاة ، والتي لم يكن في خلدها ان هذا الابن الضعيف سيكون له شأن كبير في المستقبل !!!







كبر بروس وكبر معه طموحه في ان يصبح قوي الجسم والعقل ، وكرس وقته في تقوية جسمة النحيف والتمرد على الانطباع الذي جعله يبدوا كأنه شخص ضعيف ونحيف ، فتعلم فنون القتال وكان يؤكد ان مهما كان جسمك نحيفا فالسر يكمن في قوتك الداخلية وضرباتك المميتة ،  وأصبح جسم بروس لي هو الجسم المثالي لكل من يريد القوة والرشاقة ، عكس ابطال افلام اكشن الضخام الجسم .





عالم الشهرة لم يكن هذف بروس ، انما كان هذفه تكوين مستقبله والحصول على عمل في امريكا وسابقا كان بروس متفوقا في رقصة تشاشا وهذه الرقصة افادته مستقبلا في القتال . وبل ان يسافر بروس الى امريكا كان متورطا في القتال مع العصابات وكان قد لقن درسا كبيرا لهؤلاء !
            
انتقل بروس الى امريكا وعمل هناك في مطعم ، ودخل للجامعة للدراسة وكان يدرس الفلسفة ،
 وكذا الفلسفة ساعدته كثيرا في ابتكار نظريته العميقة في القتال !    






وفي جامعة واشنطن التقى بروس مع فتاة اسمها ليندا اعجب بها ، فتزوجها وكانت المشجعة له  المتفهمة لشخصيته العنيدة !   


عانى بروس في امريكا من العنصرية ومن التهكم لشكله الاسيوي ، وكذا الانطباع السائد عن الصينين في امريكا ، وقرر بروس تحدي كل هذا ، وقام بتعليم "وينج تشيون" وهو نوع من انواع القتال الذي يعتمد على التنظيم العسكري ! لكن مع مرور الوقت رفض العديد من طلاب ايب التدرب مع بروس لي وذلك بسبب اصله المختلط , وذلك لأن الصينيين كانوا ضد فكرة تعليم الفنون القتالية للغير الصينيين









وعبر بروس عن فلسفته بالمرونة اي ان يكون انسان مرنا ولينا في كل شيء ويتكيف مع اي ظرف وفي اي مكان وعبر عنها بالماء : فرغ عقلك، كن مثل الماء، لا شكل له، عندما تضع الماء في كأس يصبح كأساً، إن وضعت الماء في قنّينة يصبح على شكلها، إذا وضعته في إبريق شاي، يصبح إبريق شاي، الآن الماء يستطيع أن يتدفق أو يتحطم. كن كالماء يا صديقي

وقد كان بروس ضد التقيد والتقديس ولهذا كان ينادي بالابداع وفك القيود عن اي مبدع لان الاسلوب هو ألا اسلوب كما قال فالاساليب قيدت الناس ؛ ان مفهوم الإنسان عند (بروس لي) (الإنسان، ذلك المبدع، ينبذ كل أسلوب أو نظام)




ولا ننسى ان بروس كان يكتب السيناريو بنفسه ويتدخل في بعض المشاهد وكانت لديه نظرة مختلفة للفن والاشياء ، وجعل السينما تخدم قضيته وترفع من شأن ابناء وطنه بعد ان كانوا في السينما الامريكية يعتبرون اشرارا يجب التخلص منهم ، فأصبحوا بفضل بروس ابطالا يجب التعلم منهم ، وهذا كله من توفيق الله لبروس لان هذفه كان نبيلا

بحق بروس كان قدوة للاجيال كثيرة في الصين للتحرر من الانغلاق على نفسها والانطلاق الى العالم وتقديم ابدعاتهم وقد تمكنوا من ذلك بعد سنوات وبعد وفاة بروس وكان بروس قد سبقهم في ذلك رغم كل المعاناة والميز العنصري الذي تعرض له في حياته وخير مثال على ذلك وفاته التي اصبحت لغزا ومشكوكا فيه ، كانت وفاته صدمة عالمية لشاب مازال في اوج عطائه لكنها ارادة الله ، فقد حقق بروس في ظرف وجيز ماعجز عنه الكثير ، ورسم لاسمه خلودا في عالم المبدعين والعباقرة . قال عنه الممثل (ديفيد كاردين) (وجدت الله عن طريق بروس لي)

وقال عنه الناقد السينمائي فينسنت كانبي : "كان بروس لي الوحيد الذي يستطيع أن يجعل من العنف شيئا جميلا".


هناك تعليق واحد: